الجمعة، 31 أكتوبر 2008

قلّ في زمنه ..!


في مسجد الإمام تركي بن عبدالله .. ننتظر سماحة المفتي بعد آذان المغرب كي يخرج من "غرفة المحراب" لإقامة الصلاة - كما هي عادة أئمة المساجد- .. يقيم المؤذن ولا أرى سماحة المفتي يخرج من الغرفة ..! قلت في نفسي : لم تكتب لك رؤية المفتي -على الطبيعة- بعد ..!
قام رجلٌ من الصف الأول وتقدم ليصلي بالناس .. "استووا .. اعتدلوا " يالله ... إنه صوت المفتي ..! لقد فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم وطبقه في فضل الصف الأول والمحافظة عليه .. وأنه كغيره من عامة المسلمين لا يميّزه شيء عنهم في توجيهات وتعليمات الدين الإسلامي ..

هنالك .. عرفت فضل العالم الربّاني -عملياً- على غيره ..!

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

أزمة وعي ..!

ابتسم لنا "دكتورنا" .. الشاب اللطيف .. وطلب منّا القيام بفحص لــ"ساق" رجل مريض ؛ وذلك بعد أن أخذ موافقته .. حين انتهينا أبدى المريض تذمره واستيائه من فحصنا له ؛ لكثرة عددنا ، وأخبرنا -بضجر- أنه ليس بـ"فأر تجارب" ..! ابتسم الدكتور واعتذر له وبيّن أن هذا الفحص سيساعد بإذن الله في تخريج أطباء " حقيقين" يعرفون معنى كلّ كلمة يتفوهون بها في أي مكان وزمان ، ويزيد من خبرتهم حول الأمراض الشائعة والنادرة في المجتمع ..فعلم الطب لا يمكن اتقانه إلا بـ"الممارسة" ..
بكل تأكيد .. لم يرق هذا الكلام لــ"سعودي" يرى أن "التبرع" بتعليم طلابٍ على "ساقه" هو انتقاص لقدره ومكانته بين "العربان" ..!
أسأل الله أن يشفيه ، وأن يشفي مجتمعنا ..!

السبت، 25 أكتوبر 2008

وإن لنفسك عليك حقاً ..

لاشكّ أن الاخلاص والتفاني في العمل أمر مندوب ومطلوب .. بيد أن الحقوق الأخرى التي على المرء لابدّ أن تنال نصيبها كما أمر بذلك ديننا الحضاري الجميل .. أعرف دكتوراً ناجحاً في تخصصه موفقاً في عمله .. قد أسبغ الله عليه من البسطة في العلم والجسم والمال ، وآتاه من الخلق الكريم والتواضع الجمّ شيئاً كثيراً .. أدرك في بعض الأحيان أنه مرّ من طريق إذا زكت رائحة المكان بعطره ، فلا أجد تشبيهاً له إلا بعمر بن عبدالعزيز -حين ولي المدينة- ..!
في الجانب المقابل .. عرفت دكتوراً متميزاً في تخصصه وباحثاً عملاقاً في مجاله ..موسراً وكريماً وخلوقاً .. غير أن مظهره به شيء من عدم الاهتمام -بحجة العمل- ..!
العمل لن ينقضي أبداً ، والمرض سنة من سنن الله في أرضه لن تنتهي ، فلن يخفيه جهدٌ دؤوب ولن يفنيه عطاءٌ منبتّ .. وإنما "سددوا وقاربوا" ..!

الخميس، 23 أكتوبر 2008

ولاءٌ وبراء ..!

حين صلّيت العشاء قبل يومين .. رأيت أطفالاً ؛ بل وشباباً يرتدون شيئاً من الملابس الرياضية التي كتب عليها أسماء أشهر لاعبي العالم في كرة القدم .. المشكلة التي أراها هي أنه في المسجد -رمزنا المقدس- لا يليق بــ"مسلم" أن يحمل اسم "كافر" على سبيل التشبّه والمحاكاة .. فالإعجاب أيّاً كان له حدود لا ينبغي تجاوزها ، وله خطوط حمراء قد يفضي تعديها إلى ما يغضب الله ورسوله ..!
أضف إلى ذلك أنها ملابس لا تليق بشرف المكان وهيبته وعظمته .. العتب هنا يقع أشدّه على الآباء .. فأنا أجزم بــ"العشرين" أن الأب لن يرضى أن يذهب ابنه إلى مقابلة الناس في وليمةٍ أو عرسٍ أو عملٍ بهذه الملابس ، فكيف يرضى أن يذهب بها إلى بيت ربّ الناس ؟!

السبت، 18 أكتوبر 2008

الحلم المرعب ..!

كنت فيما سبق .. أرى بأن الناس "يهوّلون" من مرض "السكري" ويضخمون من خطورته .. لكني بعد أن عرفته عن قرب ؛ فإن أقل كلمة تصفه هي "الكابوس" ..!
ما بالكم بطفل لا يأكل -بكل حرية-مما يأكل منه أقرانه ؟! ما شعوركم حين تكشفون عن بطن طفل آخر فترون وخزات الأبر قد ملأت كل "انش" منه بدلاً من أن يكون غضّاً طرياً ؟! ما هو إحساسكم حين ترون طفلاً ثالثاً -اعتاد على النشاط والحركة- مسجّاً على الأرض لا يقوى على النهوض ، ورائحة "الأسيتون" تشمها مع كل نفس يأخذه ؟!
كل هذا وربّي رأيته بأم عيني .. فاللهم لك الحمد أن عافيتني مما ابتليتهم به ، وفضلتني على كثيرٍ ممن خلقت تفضيلاً كبيراً ..

الجمعة، 17 أكتوبر 2008

إنذار ..!

بينما كنّا جالسين في صالة الانتظار بمستشفى الملك خالد الجامعي ننتظر "دكتورنا" ؛ لنبدأ جولة "التعليم السريري" في الجناح .. إذا بجرس انذار الحريق يدوي في المستشفى ..! خرجت لأنظر ما الأمر فوجدت عدداً قليلاً -من المرضى والكادر الطبي- قد ترك ما في يده وهمّ بالخروج استجابة لهذا الانذار ، أما البقية فكأن في آذانهم صمم ..!
بقدر ما يعبّر هذا "التصرف" عن شيء من "الشجاعة" بنفس القدر يعبر عن شيء من "اللامبالاة" .. نظرت إلى جرس الحريق وهو لازال يصرخ بصوت مرعب وألمح عن يميني اسطوانات "الأوكسجين" تلك القنابل الموقوتة ، ثم أتذكر شريط حياتي وأتساءل هل يمكن أن يتوقف ذلك الشريط هنا في المستشفى ؟ إذا بشخص يستوقفني : " وين قسم الأشعة ؟" ..!

الاثنين، 13 أكتوبر 2008

معادن ..!

ذهبت لإجراء "فحص ما قبل الزواج" .. أحببت صفة "فاجأتني" في هذا الشعب .. فكل موظف أقابله بخصوص هذا الموضوع يبادر بالتهنئة والمباركة والدعاء بأن يتمم الله الأمر على خير .. هكذا دون أن يكون له ناقة أو جمل ..!
لكن الأمر الذي يثير الحنق هو أن تجد بعض الناس ينظرون إليك بعين "الغبنة" إن تجاوزت جميع الصفوف وقوائم الانتظار- وأنت بزيّ العمل- لإجراء الفحص .. هم "بالتأكيد" لا يعلمون بأن من "حقّّ" طالب/طالبة الطب أن يدخل إلى "جميع" العيادات وأن يكشف عليه الاستشاري والطاقم الطبي وأن يجري الفحوصات اللازمة دون "الإلزام" بأخذ موعد محدد ، لكن لو لم يكن ذلك كله .. ألا يوجد نوع من "التشجيع" و "التقدير" لظروف أطباء المستقبل ؟!

الجمعة، 10 أكتوبر 2008

شرٌ يهلك صاحبه أولاً ..!

أخبرني صديق عزيز أن "زميلاً" له في العمل .. أضنى نفسه وأشغل وقته في سبيل ألا يأخذ عدد من الطلاب -ومنهم هذا الصديق- فرصة في الابتعاث إلى أحد المؤتمرات الطبية العالمية ..!
قلت له : هل ابتعثتم على حسابه الخاص ؟ هل كان منافساً لكم في الحصول على هذا الابتعاث ؟ هل هذا الابتعاث سيلغي ابتعاثاً آخر في الأيام القادمة ؟ هل سبق وأن عملتم شيئاً ضده في حياته العملية ؟
أجابني بالنفي على كل ما سبق .. أرشدته بأن يقرأ سورة "الفلق" ، فما هذا -ومن هم على شاكلته- إلا من الصنف الذي ذكر في الآية الأخيرة من هذه السورة ..!

الخميس، 9 أكتوبر 2008

ثعلب في المسجد النبوي ..!

خلال الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفائت .. ذهبت مع صديق لي إلى المسجد النبوي لحضور الخطبة والصلاة ، فهذه فرصة عظيمة من فرص العمر -الذي لا يعرف انقضاءه إلا الله - .. هالنا مارأينا ، فبالرغم من كبر مساحة المسجد طولاً وعرضاً لم نجد فيه موضعاً لنا ..!
نظرت إلى صديقي وأخبرته بأن الحياة لو طالت به ليرينّ "الثعلب" ينام آمناً مطمئناً في المسجد -من هجر الناس للمدينة- ، وهذا ما أخبرنا به الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- ..!
طار عقله من العجب والفزع ودعا : اللهم لا تحيينا حتى ذلك الزمان ..
اللهم آمين ...

الأربعاء، 8 أكتوبر 2008

أين توفيق الله ؟؟!

من الأهمية بمكان أن يحرص المرء على اختيار المربي والمعلم لابنه .. أذكر ذات مرّة أني كنت فرحاً سعيداً بتحقيق نسبة دراسية في نهاية العام أعلى مما حققت في النصف الأول ، فسألني أحد المعلمين عن السبب .. أجبته بأني "ضغطت على نفسي" وقللت من ساعات الترويح عن النفس وشمرت عن ساعديّ للدراسة . ابتسم ابتسامته المعتادة حين يريد أن يوصل "رسالة" ما ..!
قلت له : إن في صدرك لقولاً تريد أن تنطق به . فضحك ثم قال : إن ابن آدم ينسب الخير إلى الى نفسه والشرّ إلى غيره .. يا علي .. أين "توفيق الله" من هذا الأمر.. أليس سبباً رئيساً؟!
عرفت حينها لم سألني عن "السبب" ..!

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

وقفوهم .. إنهم مسؤولون ..!

قبل ست سنوات .. كتبت مقالاً "باسم مستعار" وأرسلته إلى إحدى المجلات .. ثم مرّت الأيام والشهور وصليت في أحد المساجد فقام شابٌ فصيحٌ لإلقاء كلمة على الحاضرين ، وإذا بها مقتسبة "نصّاً" من مقالي ..!
بعد انتهائه من الحديث وكي أقطع الشكّ باليقين .. سألته : ما شاء الله تبارك الله ، لقد أعجبني ما قلت وحدّثت .. أفهو من مقالك أم من منقولك ؟
فذكر لي أنه منقول من مجلة للكاتب "..." . ابتسمت ثم غادرت ، وتذكرت كلاماً لأحد مشايخي حينما كان يحدثنا بأن "الكلمة أمانة" وأنها قد تؤثر في المتلقي لها -ولو بعد حين- من حيث لا يشعر ؛ وهذا ما يعظم من شأنها .. فاتقوا الله فيما تكتبون !

السبت، 4 أكتوبر 2008

المسجد أولاً ..!

لأكثر من ثمان سنوات .. عشت في "خميس مشيط" ، ففي رباها تكون تعليمي وتشكلت شخصيتي .. رياح "التغيير" التي كانت حاضرة وبقوة خلال فترة "التشكّل" أتت على ما كان من "قناعات" فراقصتها أو لعبت معها ولكنها لم تستطع العبث بمكانة "فُضيل" الجامع الكبير شيخنا وحبيبنا أحمد الحواشي .. شأني شأن كل من عرف الشيخ ..!
في صباح عيد فطر 1429هـ ، وبينما كان الشيخ يؤم المصلين في "مشهد العيد" .. احترق بيته - الذي كان قابعاً فوق مسجده- وجزء كبير من المسجد بفعل فاعلٍ دنيء حسب تصريحات الجهات الأمنية، و نتج عن هذه الجريمة النكراء "مقتل" طفليه "أنس" و "تسنيم" ..!
تقدم "إمام الجنائز" ليصلي صلاة الجنازة ولكن على طفليه هذه المرة ، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال : "من جاء ليعزي فليعزيني في المسجد قبل ابنائي " ..!
رحم الله الطفلين ، وأحسن الله عزاء رجلٍ تأسى بنبيه -عليه الصلاة والسلام- .. فقد كان المسجد أولاً في حياته حتى أتاه اليقين .

الخميس، 2 أكتوبر 2008

يمحق الله "الربا" ..!

تمر الأسواق العالمية والأمريكية على وجه الخصوص بأزمة مالية حادة تتلخص في تقلص الأموال إلى شركات محدودة في العالم ؛ بل إلى أناس محدودين .. ما يحدث في هذه الفترة هو نتاج طبيعي لما تؤول إليه "الرأسمالية" في نهاية المطاف .. فهي وإن تعارضت في المبدأ مع "الشيوعية" إلا أن المصير والقدر المحتوم لـ"العامة" هو الفقر ، ولإن أصاب الشيوعية انهيار سريع فإن الأعظم والأخطر هو أن يأتي الانهيار بطيئاً -والأطباء أعلم بالسبب-..!

الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

شركٌ وربّ الكعبة ..!

ما إن انتهيت من السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه رضوان الله عليهم ،وخرجت من باب "البقيع" بالمسجد النبوي متجهاً صوب الغرفة المخصصة للهلال الأحمر إلا أنا بمنظرٍ يتقطع له الفؤاد وتذوب له حشاشة المسلم .. كيف لا وهو يرى أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- لم تتخلص من الشرك بعد ؛ قومٌ يستقبلون قبره -صلى الله عليه وسلم- ويستغيثون به ويتوسلون إليه ويدعونه في حوائجهم من دون الله ..! قلت لأحدهم : لماذا لا تتجه إلى الله مباشرة فإنه ليس بينك وبينه حاجب ؟ ألم يقل الله تعالى على لسان نبيه : "قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا " نظر إليّ -بتذمر- ثم أدبر وهو يقول : "الوهابية" من جديد ..!