الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

صبراً ..!

خرجت من المسجد النبوي لأحضر لي ولأحد الأصدقاء سحوراً .. وجدت العديد من حلقات تحفيظ القرآن والمدارس الصيفية في الساحات المحيطة بالمسجد إما جلوساً على وجبة السحور أو مستمعين لمشرفيهم الذين يتحدثون إليهم عن دروس تربوية ودينية .. هؤلاء المشرفون يتركون أهلهم وأقاربهم -على حبٍّ لهم- حملاً لهمّ الدعوة إلى الله في أوساط الشباب .. يلاقون في طريقهم شراسة وحملة مسعورة منظمة من المنافقين ، وخذلاناً وعجزاً من أهل الخير والصلاح ..!
ومضة ..
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : "اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة"

الاثنين، 29 سبتمبر 2008

امرأة من بلاد الرافدين ..!

في المدينة المنورة .. أتت إلى عربة الاسعاف امرأة "عراقية" تشكي من صداع ألم بها وإعياء أثقل كاهلها .. رأيت في بطاقتها :"بغداد - الأعظمية" .. قلت لها سائلاً : كيف هي أحوالكم بعد أن سقطت بغداد ؟! فردّت -والغضب قد ملأ محياها- : "بغداد لم تسقط ولن تسقط ؛ لأن بها من الرجال الصناديد من يكون دمه أرخص ما يقدمه "..!
أحسست بأن قوتي وصلابتي ماهي إلا نقطة في بحر هذه المرأة ، وأن حافظ ابراهيم قد أخطأ حينما وصف المرأة بــ"المدرسة" ؛ بل هي " جامعة" إن كانت كهذه العراقية ..!

القصر الأبيض ..!

ذهبت مع زملائي في كلية الطب إلى طيبة الطيبة والمدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم .. راحة نفسية وطمأنينة قلبية تشعر بها عند دخولك لها .. إن قُدّر لك أن تذهب إليها بالطائرة فسوف ترى "القصر الأبيض" قبل الهبوط بخمس دقائق .. منظرٌ غاية في الجلال والجمال .. أدام الله عليها نعمه وأسبغ عليها ثوب العزّ والأمان .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يخرج منها أحد ـ يعني المدينة ـ رغبة عنها إلا أبدلها الله ما هو خير لها منه ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)).

الخميس، 18 سبتمبر 2008

نهاية ..!

قابلت ممثلاً سعودياً معروفاً في أحد المستشفيات .. رأيته -وقد بانت عليه علامات المرض المزمن- في حال يحزن منها العدو قبل الصديق .. سألني إن كنت أعرف عيادة الدكتور (...) فأجبته بالنفي ، ثم تظاهرت بأني لا أعرفه وأبديت تساؤلي عن شخصيته حيث تبدو مألوفة لي ..!
نظر إليّ ثم قال : أنا الممثل (...) عملت بالتلفزيون السعودي لمدة تزيد على ثمانية عشر سنة ... "لكن الحمد لله على كل حال" . علمت منه أن أصحابه ورفقاء دربه تخلوا عنه حينما علموا أنه لم يعد مفيداً ولم يعد "منتجاً" ..!
ودعته .. ثم ذهبت وأنا أتأمل حالته التي ما هي إلا حالة "كلاسيكية" لكل رفقاء السوء ..


ومضة
(الأخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ )

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

لو كان بيننا ..



شاهدت هذا اليوم حلقة من برنامج "خواطر" الذي يقدمه الشاب المبدع أحمد الشقيري .. سأل فتاة "داقه اللثمة" : ماذا لو كان محمد صلى الله عليه وسلم معك لمدة دقيقة واحدة ، ماذا ستقولين له ؟! في أقل من ثانية واحدة تحول لون هذه الفتاة وحالها وأجهشت بالبكاء ..!
الموقف غريبٌ وعجيب ولكنه دلالة ورسالة قوية أن أمة الهادي البشير -صلى الله عليه وسلم- لم يزل الخير في أعماقها متأصلاً متجذراً .. وكل ما علينا هو أن نبذل القليل من الجهد لــ"تفعيله" ، وهذا بالضبط ما يفعله الشقيري وفقه الله ...
سألت نفسي بعد الحلقة : لو كان النبي -صلى الله عليه وسلم - معي لدقيقة واحدة ، فماالذي سأقوله له ؟!
رحمتك يا الله ..

الاثنين، 15 سبتمبر 2008

ترى الرجل النحيل ...

حصلت لي مشكلة في جهاز الحاسب احتجت فيها إلى أن أستشير أحدهم .. أخذت أقلّب ذاكرتي حول من أعرف أن لهم معرفة بحلول مثل هذه المشاكل الالكترونية .. مرّ علي اسم صديق كنت أحسبه "خارج نطاق التقنية" ..!
بدافع " اسأل منت خسران شيء" سألته .. فاسمتعت إلى ثلاثة حلول مختلفة وإجابات شافية ووافية ، ووجدت عنده من المعلومات مالم أجده عند غيره ممن ظننت أن أي واحد منهم ماهو إلا "بيل غيتس السعودي" ..!
هذا الموقف قادني إلى حقيقة واحدة .. في أي مجال وفي أي علمٍ لا تنظر إلى أحد بعين الدونية .

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

مهبطُ أمّنا "حواء" ..

كنت في طريقي لأداء صلاة التراويح .. كثيرون هم المتسكعون في الشوارع والطرقات والأسواق لدرجة تبعثك على أن تجزم بأن الخسف الذي سيكون في جزيرة العرب هو في هذه المدينة ..! ولما أن دخلت باب المسجد إذا بكل طبقات المجتمع الدينية والمادية موجودة حاضرة ، منهم من يرتل القرآن ومنهم من يرفع الموائد المتبقية من الإفطار ومنهم من يصلي ومنهم من يبتهل إلى الله بالدعاء .. لدرجة تجعلك تظن أنك بأرضٍ "دينية" صرفة لا حظّ فيها لمتاع من الدنيا ..!
عجيبةٌ أنت يا " جدة" ..!

السبت، 6 سبتمبر 2008

التراخي في موسم الخير ..!

اشتكى من إطالة إمامنا الفاضل في صلاة التراويح بعض كبار السنّ وصغاره أيضاً ، فهو يصلي العشاء والتراويح والدعاء معاً في أربعين دقيقة !
قبل سنة واحدة ..رأيت المشتكين "يعرضون" و " يقفون " عند الشعراء لــ"ساعتين" على الأقل دون كلل أو ملل أو ضجر ..!
التخفيف على كبار السنّ والنساء والأطفال مندوبٌ ومطلوبٌ ، والإطالة عليهم منهيٌّ عنها ومكروهة ، ولكن "نقر" الصلاة كنقر الغراب جعل النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول للصحابي : "ارجع فصلّ فإنك لم تصلّ " .
"يالله حسن الخاتمة" ..!

الجمعة، 5 سبتمبر 2008

"أشعبٌ" كريم .. هل تصدقون ؟!

ذكر العلماء في كتبهم بأن "السفر" إنما سمي بذلك إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال .. سافرت مع رجل في جولة "سياحية" كادت أن تكون المهلكة والقاضية .. كيف لا وهو قد أظهر في عينيّ - من تصرفاته- بأن "أشعب" رجلٌ كريمٌ جوادٌ ينفق بسخاء وبذخ ..!
ما زاد غرابتي من سلوكه وحرصه الشديد هو أنه موظف وأنا والثالث طالبين ومع ذلك فهو لا يدفع إلا الحصة الأقل من "القطّة" ..! كان ثالثنا يتذمر من هذا الرجل بين الفينة والأخرى ، ويتعمد أن يختار أفضل المطاعم وأغلاها كي يجبر صاحبنا على أن "يعتق" الريالات في هذا الشهر الفضيل وأن يخرجها دون كفيل غارم ..!
ومضة
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من "البخل" والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال .

الخميس، 4 سبتمبر 2008

ما نسي الزمان ، وما نسينا ..!

تابعت إعلاناً في إحدى القنوات الفضائية لمسلسل سيعرض بعنوان " أبو جعفر المنصور" .. كنت أحسب أن "مصطفى العقاد" قد بعث من جديد ليحمل على عاتقه "الرسالة" في نشر التاريخ الاسلامي للعالمين .. بدأ المسلسل بأخطاء قاتلة وتفاصيل لا تمت للحقيقة بصلة ..! فلقد كان شيخ كبير يوصي بالخلافة إلى عمر بن عبدالعزيز ، ثم يتبين أن ذلك الشيخ ما هو إلا سليمان بن عبدالملك التي لم تذكر كتب التاريخ أنه جاوز عقد "العشرين" من عمره ..! ومروراً بتصوير حياة عمر بن عبدالعزيز في قصر فاره وكأن الكاتب والمخرج وفريق العمل نسوا أو تناسوا أن بعض رعية عمر بن عبدالعزيز كانوا إذا أرادوا أن يرشدوا غريباً إلى بيت الخليفة قالوا له أترى ذلك "الطيّان" ؛ وذلك لكثر التصدع في بيت عمر الأمر الذي يحمله على أن يصلحه بالطين ..! ولما أن وصل الأمر إلى أن يوضع لعمر بن عبدالعزيز نهاية مكذوبة باتهام الخليفة هشام بن عبدالملك بإغراء غلام عمر بوضع السم في طعامه فهذا دليل قاطع وإثبات -بالجرم المشهود- على أحد أمرين : إما جهل مدقع بالتاريخ الاسلامي يجب أن يصفع صاحبه ويؤخذ على يده أو خبث ولؤم وحقد وتشويه لتاريخ هو أعظم تاريخ عرفه البشر لا بدّ من "التشمير" لمواجهته ..!

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

حينما "تودّ" أوبرا ..!

ذكرت "أوبرا وينفري" في برنامجها الشهير بأن حقوق المرأة السعودية مهضومة جداً وأن الشعب السعودي -في عامته- شعب يحتقر المرأة ويزدريها ..! تقول هذا القول وهي تتغنى بحرية أمريكا ونسيت أو تناست تلك الحلقة التي ذكرت فيها أنها تعرضت للإغتصاب في حياتها ثلاث مرات ..!
قبل لحظات .. كنت واقفاً في صف طويل أمام صراف البنك ، وحينما رأى الجميع امرأة تخرج بطاقتها البنكية حتى تراجعوا خطوة إلى الخلف ليتيحوا لها المجال دون أن تجرّب عناء الانتظار ولو لدقيقة واحدة ..!
قد تحدث حالات ظلم وتعدي على حقوق المرأة هنا ولكنها -بحمد الله- لم تزل نادرة شاذة لا ترقى لمستوى "الظاهرة" الذي يدعو "أوبرا" إلى أن تتشدق بملئ فيها ، وتهرف بما لا تدري ولا تعرف عن شعبٍ على أهبة الاستعداد لأن يفدي عرض وشرف المرأة بدمه وروحه ..!

الاثنين، 1 سبتمبر 2008

تناقضات ..!

وقفت عند مسجدٍ أنتظر صاحباً لي ..
جاءت سيارة ، ونزل منها رجل وطفلة .. فتح صنبور ماء الصدقة في جدار المسجد ثم أخذ يملأ "جالونات" أتى بها ..! يالله .. أسعار البترول تلتهب في هذا البلد وحرارتها ترتفع لما فوق المئة ، و"السعودية" تصنف في المرتبة الثانية على مستوى العالم في الأموال المهاجرة منها إلى شتى بلدان العالم ، وأثرياء لا يتوراون خجلاً مما يدفعونه ثمناً لـ"منديل" أو "مايوه" المطربات الساقطات .. وهذا الرجل لا يجد ماءً يشرب منه هو وأهل بيته إلا من ماء "السبيل" ..!
كم من مسؤول وغنيّ سوف يحاسب حساباً عسيراً ..!